حديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له، رواه مسلم
فالمقصود بهذا الحديث هو : أن المرء إذا مات فقد توقفت أعماله كلها باستثناء هذه الأمور الثلاثة، فإن هذه سيصله ثوابها بعد موته،
أما العلم والصدقة الجارية، فلأن النفع بهما باق، فكذلك ثوابهما، وأما الولد فلأنه فرع من أبيه ولأنه هو السبب في وجوده، وقد يكون
رباه على الصفات التي يكون بها رجلاً صالحاً فناسب أن يكون امتدادأً لسعيه هو فينال الأب من دعائه من الثواب ما ينال .
الولد الصالح : هو الابن الذي توفرت فيه شروط الصلاح، بحيث يكون مستقيماً في الظاهر، كالمحافظة على الصلوات الخمس،
مبتعداً عن الكبائر، ومتحرزاً من الصغائر، ومتمسكاً بالسنة، وحافظاً للسانه وباراًّ بوالديه وواصلاً لأرحامه وغير ذلك.
وكذلك أن يكون مستقيماً في باطنه مبتعداً عن الحقد والحسد والتكبر عافانا الله من ذلك . أما الأخ والزوجة والأقارب فليسوا من
الأبناء قطعاً إلا من جهة من ولدوا له.
وأما الدعاء للميت، ولو من غير ولده، فقد اتفق العلماء على أنه ينتفع به، فإن دعا له أخوه، أو زوجته، أو غيرهم نفعه.